أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تأملات لادينية-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم















المزيد.....


تأملات لادينية-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5167 - 2016 / 5 / 19 - 19:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- إنها فكرة ومنظومة ضارة – جزء ثانى .
- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (54) .

هى تأملات لادينية تشاغب فكرة الإيمان وتشاكسها ممتلكة فكر ومنطق وعقل يطلب المنازلة وتحريك البرك الآسنة الراكدة , فمن العيب أن نعيش القرن الواحد والعشرين ومازلنا نحمل أفكار متهافتة ساذجة مهلهلة تخاصم كل ماهو عقلى وجميل .

- آمنت بك يارب لأن حظى من الجغرافيا والتاريخ أتاح لحيوان منوى ما , أن يلقح بويضة ما , فى زمان ما , بمكان ما , فلا تتصور يا إلهى أن هناك قناعة ما بإلإيمان بك أو بتلك الصورة الدينية , إنه حظى من التاريخ والجغرافيا يقال أنك أنت من رتبته وقدرته فرفقاً بالبشر .

- أؤمن بك يارب عن طريق تصور فلان , ولم أؤمن بك عن طريق تصور علان إما لجهلى به أو لأن فلان هو الذى كان حاضراً فى مشهد حياتى وسواء علان أو فلان فقد قدما تصورات لك بدون أن تكون انت حاضراً وماثلاً , فهل تدخلنى الجحيم لأنى إنتسبت لفلان ولم أنتسب لعلان .

- حكمة الله غريبة وعجيبة .. فعدم الإيمان بالله هو الجحيم الأبدى بالرغم أنها حرية إختيار .. فلا تعرف ما معنى أن يقال لك يا حبيبى أنا منحتك العقل والحرية وعندما تستخدمها فى غير ما أريده سأشويك فى الجحيم , كحال الحكام المستبدين المتشدقين بالديمقراطية ليقولوا لشعوبهم : أنا صاحب نهج ديقراطى ولك كافة الحرية للإنتماء لأى حزب , ولكن اللى هيختار حزب غير حزبى هطلع دين أمه .

- الفكر الدينى يصيب الإنسان بالغباء والبلادة عندما تنظر إلى الإجابة عن سؤال أن الإنسان لم يستشر فى وجوده وقبوله للعبودية لله والإختبار , فلن تجد معتقد يهتم بهذا السؤال الوجودى الأول ولن تجد أحد مستغرباً .. يأتى الإسلام ليخترق هذا السؤال ليقول أن الأمانة عرضت على الجبال والسموات فأبت وكأن الجبال والسموات كقصص كليلة ودمنة لها وجود واعى حر .. ما علينا سنجد أن الإنسان هو من تقبل حمل الأمانة لتصف مبادرة قبوله أنه جهول غبى ..ما علينا أيضا ليأتى سؤالنا هل يتذكر أى إنسان من مليارات البشر قصة إستشارته بتحمل الأمانة ؟! بالطبع لن تجد إنسان واحد يتذكر هذا الحادث المحورى لوجوده وعرض الامانة , ورغم ذلك لن تجد من يندهش .!

- ما الحكمة من الاختبار والخلق يقول المؤمنون بأن الله يختبرنا لكى يعاقب الكافر و يكافئ المؤمن لنسأل أولا ماذا يستفيد من هذا , فهل هو تحت الحاجة والرغبة , وألا يفقده هذا كماله , ثم ألا يعلم الله نتيجة هذا الإختبار مسبقا , فلماذا يختبرنا ؟ .. الله يعلم مصير كل إنسان قبل أن يخلقه و بذا حدد المكافأة أو العقاب قبل خلق البشر .. فإذا كان يعلم كل شئ فما معنى الاختبار والجنه والجحيم.. لماذا يحتاج الله لكل تلك المسرحية أصلا ؟ فليخلق ويقذف بالبعض فى الجنه والبعض الآخر فى الجحيم بدون إختبار ووجع دماغ .. هل كانت تلك حاجة الإله أم حاجة البشر ؟ الانسان لا يمكنه أن يحتاج شيئا وهو عدم ,, إذن هى الرغبة و الحاجة الالهية كما رسمها مبدع فكرة الإله وبما إنها حاجة , والله يرغب و يحتاج فهو إذن غير كامل وبشرى.

- يقولون أن الله أنزل الأديان والرسالات لتكون حجة على الإنسان .. لنسأل مبدئيا ماذا عن الذين لم يعاصروا أديانه تحت فعل الزمان أو المكان , ثم كيف للإنسان أن يتبين الرسالة الحقة من الرسالة الوضعية المغشوشة , إذا كان الكل يتحرك فى اطار من الغيبيات والخرافات الغير مثبتة , كما أن فكرة الإيمان لا تبنى على منطق ومعاينة وإستدلال عقلى بل على التصديق أو قل الإنبطاح .
نأتى لمقولة الحجة فنقول حجة لمن .. فهل الله يحتاج ان يثبت عدله أمام آلهة اخرى أم حجة أمام الإنسان , لنقول هل الإله محتاج ان يقدم تقرير عدله للإنسان الذى لم يستشيره فى وجوده وحياته وأقداره وموته , ولنسأل ماذا سيكون مصير الإحتجاج والنقض على عدله , فهل يستجيب الله فى إعادة المحاكمة والتشكيك فى عدله .. إذن لمن تكون الحجة .

- هناك مقامرة كبرى لا يفطن لها المقامر .. فوسط مئات الأديان والمذاهب والفرق الإيمانية يوجد دين ومذهب وفرقة واحدة هى التى تتبع الإيمان الصحيح التى إعتمدته مؤسسة الرئاسة الإلهية .. فأليست مقامرة أن تلعب هذا الدور أم هو حظك كلعبة الروليت , أليس هو حظك من الجغرافيا والتاريخ .. المصيبة أن المقامر لن تكون له فرصة أخرى للتعويض , فاللعبة هى لعبة الموت والذى يديرها حكيم عليم عادل , والمصيبة الأكبر أنه القائم على لعبة الروليت كمتحكم ومقدر حظك ونصيبك .. إيه العبط ده .!

- الموضوع فيه نصب .. فكل الأديان والمعتقدات بلا إستثناء ترى أنها صاحبة الإيمان الصحيح المعتمد بالختم الإلهى أى يوجد دين واحد صحيح والباقى على ضلال وإنحراف .. بالطبع لا يعنينى من هو هذا الصحيح فكلها ديانات وأفكار بشرية بلا استثناء , ولكن دعونا نتأمل فى مشهد غريب فكل دين لا يقف عند مستوى مكان عبادة يقوده كاهن او شيخ بائس بل تنشأ المرجعيات والجامعات والمعاهد الدينية , وهناك أصحاب الدكتوراة والماجستير والفلسفة وعشرات الآلاف من الكتب والأبحاث وما يطلقون عليها مؤسسات أكاديمية عملاقة وبعد كل هذا نجد أنه معتقد فاسد وبشرى .. هذا يعنى ان هؤلاء الأكاديميون وأصحاب الدكتوراة والجامعات نصابون ..فوفقاً لإيمانهم هناك فصيل واحد على حق يحمل الدكتوراة والماجستير والباقى نصابون يحملون الدكتوراة والماجستير أيضا , أم ان الحقيقة كلهم نصابون يحملون شهادة الدكتوراة والماجستير .!

- لماذا نجد مسلمى المنطقة العربية ومنهم متعلمون وأساتذة جامعات يتجرعون بول البعير بينما مسلمى امريكا لا يفعلون ذلك .. لماذا نجد مسيحي الشرق ومنهم أساتذة وأطباء يتبركون برفات وحنوط قديسين موتى ولا نرى ذلك فى مسيحى اوربا .. إنه تخلف مجتمع لا يجد نفسه مع العصر , فتشرنق فى هويته وخلاصه فى بول البعير والإحتفاظ بحنوط القديسين .

- لماذا يتشبثون ؟ دينى يمنحنى بحبوحة فى النساء ويعضدنى بالهيمنة والسطوة عليهن لأكون الملك المتوج ثم تأتى أنت وتقول أن دينى خرافة وتراث بشرى بدوى ليس من عند الله .. أأنت مجنون .

- ما مصير أطفال الغير مؤمنين والمتخلفين عقليا بالنسبة للنسخة الإيمانية المعتمدة ؟ هل هم فى الجحيم أم فى الجنه أم خارج حدودهما فى الفراغ ؟!
لا يوجد دين أفتى فى هذا الأمر وإن كان هناك معتقدات سوداء وضعتهم فى الجحيم مع ذويهم .. ولكن دعونا نضع الإحتمالات إما هم فى الجحيم وهنا نحن أمام القسوة متجسدة وليذهب العدل للجحيم , أو يدخلون الجنه , أو يطلقون خارج الحدود فى الفراغ وهنا لا معنى للعدل أيضا , فالذى لم يدخل الإمتحان نال الجائزة الكبرى , والذى لم تتاح له فرصة الإمتحان تم إلقاءه خارجاً .. هناك حل خيالى أن يقيم لهم الإله ملحق ولكن كيف سيكون الملحق هل سيعيد الحياة ثانية !!.. طيب لما وجع رأس الإله وهذه الجلبة فهو يعرف مصيرهم لو عاشوا الحياة على غرار تفسير قتل الطفل فى قصة الخضر .. لاحظ ان السؤال السابق يعتنى بأبناء الكفار أما أبناء المؤمنين فعلى الجنه حدف ولا أعرف هل سينكحوا حوريات صغنونة أم لا .. الله اعلم .

- نحن نختبر التلاميذ فنمنح الناجحين الإمتيازات ونحرم الفاشلين من هذه المزايا جزاء فشلهم , وتتملكنا الرحمة فنمنحهم فرصة أخرى للإمتحان .. إنسانيتنا المحدودة الرحمة والرأفة والحكمة لا تعلق الراسبين على أعمدة الكهرباء ولا تصعقهم بها ولا تجمع الفاشلين فى معسكرات إعتقال فتحرق جلدوهم وكلما احترقت جلود أبدلها المدرسون بجلود مع تجرعهم لماء صديد وإطعامهم من شجر الزقوم وسط بحيرة النار والكبريت بها ديدان تنهشهم لا تموت .. لن نفعل هذا فهم طلبه فاشلون فقط يكفى أننا حرمناهم من مزايا المتفوقين .. أليست فكرة شديدة السادية .

- هل تحب السادية ؟! .. إذن تعالى أخبرك كيف تستمتع بالسادية على أصولها .. عليك أن تحضر أحد أبناءك الذى صرفت عليه دم قلبك ومنحته كل الحب والرعاية ثم صار عاق أو بمعنى أدق أراد ان يعيش الحياة كما يريدها بعيداً عن جلبابك , فهنا لا تكتفى بمخاصمته وعقابه بما يتناسب مع خطأه إذا كان قد أخطأ , فهذا لن تكون ساديا بل لكى تتلذذ بالسادية عليك بإحضار سيخ محمى تدخله فى دبره ليخترق رأسه وتشويه كالشاه على نار متأججة وتنظر إليه وتقهق وعندما يصرخ من الألم والظمأ تعد له كؤوس من الزقوم وتسقيه ولا مانع ان تصب بعض الرصاص فى أذنيه ويمكنك أن تجهز له بحيرة من نار وكبريت ليتم شويه فيها بدل من تقليبه على النار ولكنى أنصحك بالتقليب ففيها متعة رائعة عندما تسمع أنينه وصراخه , وعندما تجد إبنك قد اصابه التفحم من الإحتراق فإحضره وبدل جلده حتى يبدأ الأنين مع جلد جديد ولترتفع ضحكاتك لعنان السماء .. ما كل هذه السادية .. يخرب بيتكم .

- الإنسان تطور فى إدارة مجتمعه ليرسى قواعد الحرية والديمقراطية وحرية التعبير لتصبح المعارضة هى مشروعية الحكم والحاكم ليقبل النظام بوجود معارضة قوية تقدم الفكر والرأى الآخر ليستفيد من حضورها ويكتسب الحكم بالشرعية .. فلماذا يرفض الله من يعارضه , ولماذا يجهز كل أدوات التعذيب لمعارضيه ليذيقهم العذاب على يد زبانية جهنم .. هل المعارضة تنال من حُكمه ومملكته وهل هكذا يجب ان يكون الحاكم القوى .. لماذا لا يقتدى بالحداثة كما أبدعنا نظم حكمنا .
فكرة الله هى فكرة عصور قديمة لملوك وسلاطين لا يفهمون قصة المعارضة الا كمنازعة وصراع وسطو على سلطتهم فيلزم يد من حديد وقدرة على البطش بلا هوادة .

- المؤمنون يمتلكون قدر غريب من الغرور والصلف والتبجح فهم يلعنون الملحدين لأنهم لا يؤمنون بالعصا التى تحولت لثعبان حيناً وتشق البحر حيناً أخرى , ولا يصدقون بالذى قام من الأموات , أو ذاك الذى كان يسبح ببغلته فى الفضاء الكونى ليصفوا الملحدين بالغباء .. فهل من يرفض هذه الخرافات يكون غبي , وهل الذى يصدقها يكون ذكياً أم أن العكس صحيح .

- لو أحضرت كتكوت ميت إلى مؤمن وقلت له أن هذا الكتكوت سيحيا حياة اخرى فى السماء فتوقع منه أن يضحك ويسخر منك وإذا كان من النوع المتعصب فسيكفرك , فقد حل العقل عليه .. ولكن لماذا لا يضحك أو يسخر عندما تريه هيكل عظمى لإنسان تدهورت ملامحه ليقال أنه سيحيا حياة أخرى فى السماء .. لماذا يستصعب على الكتكوت الصغير أن يحيا .
هو يقبل بحياة لحفنة من العظام أن تتجمع ويكسوها اللحم ثانية ليصبح إنسان ويرفضه على كتكوت ولتلاحظ ان الغالبية العظمى للبشر لن نجد لهم عظام ولا جماجم ولا حتى تراب فقد ذابوا فى الطبيعة .. إنها الأنا التى جعلت هناك فرقاً بين الإنسان والشجرة والدودة والكتكوت .. الأنا التى إنسلخت عن الطبيعة بالوعى فرفضت بعناد وغرور وخوف أن تخضع لناموس الطبيعة .. ولحسن الحظ أن الطبيعة غير عاقلة ولا مهتمة بهذا الوهم لذا فليس على الأوهام حرج ولكنه سيرجع للطبيعة ويذوب فيها كالكتكوت رغماً عن أنفه.

- نحن عبيد الله ولكنى أرفض أن اكون عبداً .. فلماذا يكون إستحقاق رفضى العبودية العذاب والجحيم الأبدى , ليقول قائل لأن الله هو الذى خالقك ومالكك .!
عذراً أرى أبى وأمى هما من خلقونى فليس معنى ذلك أعبدهما .. وسواء أكان الله هو من خلقنى أو أبى وأمى فهذا لا يعنى أن أعبدهم فأنا غير مُدين لأحد , فلم أستشار عندما خلقنى الإله ولم يطرح عليا تصوراته وشروطه فهو حقق وجوده وذاته من فعل الخلق كالمثال الذى صنع تمثالا حقق متعته فى نحته فلا يعنى هذا أن يكون التمثال ممنون له , وكذلك أنا غير مدين لأبى وأمى فقد حققا متعتهما فى الأساس فلم يكن يعرفونى ليستشيرونى , كذا ليس معنى من يمتلك أن يكون سيداً وله عبيد .
الغريب والمنحط فى الفكر الدينى عندما يتشدق المؤمنين المودرن بعدم مشروعية العبودية لغير الله أى أن العبودية مرفوضة للإنسان لكن مقبولة ومرحب بها للإله .!

- ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) آل عمران 26 . التفسير : قل اللهم مالك الملك تأتي الملك من تشاء بمزاجك وتنزع الملك عن من تشاء بمزاجك برضه , وتعز من تشاء إذا كنت عاوز برضه , وتذل من تشاء لما تكون زهقان شوية . ألا يتوقف أحد أمام هذه الآية التى تعلن العبث والمهانة , واحد خلقنا وقاعد يتسلى يغني ده ويفقر ده ويعز ده ويذل ده وكله بمزاجه , فهو تأصيل لفكرة أن الله يفعل ما يريد وهذا سبب تخلف المتدينين عموماً والمسلمين خاصة أن الإجتهاد غير مرتبط بالنتيجة , فالله يفعل ما يريد بمزاجه .

- ما منكم إلا واردها .. أى الإنسان سيورد على الجحيم ليعاقب بعض الوقت على شروره كما يؤمن المسلمون , ويتطهر فى "المطهر" كما يؤمن المسيحيون الكاثوليك .. حسناً ما المدة التى يقضيها المؤمن فى الجحيم .. البعض يقول شوية كده والمتفذلك سيقول حسب حجم شروره .
أن يقضى الإنسان بعض الزمن فى الجحيم قصر أو طال فسيشكل قيمة زمنية ونسبة بالنسبة لإقامته فى الجنه لنسأل هنا كيف يتم تقسيم الخلود أى اللانهائية .. هل يمكن تقسيم الخط المستقيم اللانهائى ؟! مبدع الأسطورة لا يعرف يعنى إيه مستقيم لا نهائى أصلاً حتى تسأله عن تقسيم اللانهائى , هو حلم بحياة ممتدة كلها نعيم وأراد أن يمكث فيها فلا تنتهى .. باللهجة المصرية أراد ان يتبت فيها .

- نحن سنعيش الخلود سواء فى الجنه أو الجحيم وسنحس بكل المتع والآلام .. الخلود يعنى أن تريليونات المليارات من السنين الضوئية لا تمثل شئ .. هل تعتقد أنك بعد أن تعيش تريليونات المليارات من السنين ستتذكر حياتك على الأرض , ولماذا أنت فى الجنه أو الجحيم , أم ستنسى ماضيك وماضى اللى خلفوك .
إشكالية أخرى فى قصة الخلود والأزلية فنحن سنتواجد بأدمغتنا , والدماغ وعاء لتخزين الذكريات وعندما نعيش خالدين بلا نهاية فهذا يعنى أن أدمغتنا ستتحمل ذكريات لانهائية أى يلزمنا دماغ لا نهائى فى حجمه يستوعب تسجيل كل الأحداث فى الخلود أو هناك حل آخر أن نفقد الذاكرة ونمارس المتعة أو الألم بلا وعى , وهنا نتحول لكائنات بيولوجية بوهيمية وفى أحسن تعبير كيانات ميكانيكية مبرمجه..راسم الأسطورة لا يفهم قصة الذكريات والدماغ ووجع القلب ده .

- المتعة واللذة والألم تتم عبر مراكز عصبية وحسية ..ألم يكن من الأفضل والأجدى والأوفر أن يتم تنعيم الإنسان أو تعذيبه من خلال التحكم فى هذه المراكز العصبية بدلاً من هذه السلخانة والكرخانة المُكلفة ..هل الله لا يعلم هذا الأمر ..أم هى فكرة سادية إله..أم أن القصة خيال إنسان قديم سادى هكذا كان وعيه باللذة والألم .

- أجمل ما في الأنسان أنه يصاب بالملل !.. فنحن نبحث عن كل جديد ومختلف لتجعل لحياتنا معنى وشوق ولهفة وفرحة لا تبدو منسوخة مكررة ..لا أعرف كيف سيتحمل المؤمنون جنتهم ؟ فهى على منوال قصة الأرنب فى الصف الاول الإبتدائى القائل كل يوم خس وجزر لتكون حسب الأسطورة كل يوم خمر ونسوان .
ملل .. ملل .. مللل .. أن اكون فى الملكوت الإلهى لأسبح الرب وأمجده ليل نهار وإلى الأبد .. شئ فى منتهى الملل والسخافة فلا متعة إنسان بل نرجسية إله لم يشبع من تسبيح الملائكة ولا تمجيد الإنسان على الأرض ليطلبه فى السماء ..ملل .. ملل .. ملل.. أن اشرب الخمر وأعتلى النساء ليل نهار لتريليونات المليارات من السنين إلى الأبد أليس شئ ممل وسخيف .. صدقاً لماذا لا نكتفى بما عشناه من حياة .. هى رغبات مجنونة بالحياة والمتعة معجونة بغباء .

- فكرة غريبة لا تعرف كيف يقبلونها ويمرورنها ويرددونها كالببغاوات , فالملائكة تسبح وتمجد الرب على الدوام .. تسبح وتمجد وترتل منذ تريليونات السنين , فلا يمل الله ولا تهدأ الملائكة .. الله خلق الإنسان ليسبحه ويمجده ويعبده وكلما سبح ومجد كثيرا نال رصيداً عالياً فى البنك السمائى .. ومازال الرب يطلب التسبيح والتمجيد من أجيال جديدة على الدوام ليعد السادة المسبحين والممجدين بالنعيم , ويتوعد بالإنتقام الممتنعين بالجحيم .
شئ غريب .. ألا يمل الإله من سماع تسبيح وتمجيد الملائكة منذ تريليونات السنين ولا يكفيه هذا فيخلق إنسان برجماتى نفعى منافق يسبح ويمجد ويطلب المقابل ..فماذا يعنى هذا ؟ ألا نفطن إننا شلفطنا فكرة الإله فى أساطيرنا وأغرقناها فى النرجسية والأنانية والسذاجة .

- الله سمح بالسبى والإماء وملكات اليمين والغنائم ولم يكتفى بتحليلها بل نظم طرق تقسيمها .. أنت الآن تستنكر هذه الممارسات وتلعن وتدين وتُجرم من يمارسها وهذا يعنى أنك تقدمت وتجاوزت نهج وشريعة الإله أم أن الإنسان القديم مرر منظومته السلوكية والإجتماعية ومصالحه من خلال فكرة الإله .. فكر فى هذا وإحكم على فرضية وجود مؤمن إستطاع أن يستعبد إنسان ويحظى على ملكات اليمين فى عصرنا الحالى , هل يكون مبرر أم ملعون ومدان .

- هل الله خلقنا على صورته أم نحن من خلقنا الله على صورتنا.. خلق الله الإنسان على صورته لا تستقيم لكونه إله ذو طبيعة مغايرة عن طبيعتنا كما يقولون فلا يوجد أى وجه أو شَبه أو صلة تقارب فنحن طبيعة مادية وهو طبيعة مغايرة غير مادية .. أما مقولة أننا خلقنا الإله على صورتنا فتستقيم فقد أسقطنا بشكل تخيلى عفوى كل صفاتنا البشرية عليه , فهو عادل رحيم منتقم محب غنى كريم ألخ كصفاتنا علاوة على ذكوريته فى الأدبيات الدينية بل لديه ملامح بشرية كوجه ويد وساق .. فأليست تلك صفاتنا وملامحنا وكون أننا نسبناها له فهذا يعنى أننا خلقنا الإله على مزاجنا لذا عندما يتفذلك المتفذلكون ليقولون أن الإله هو الذى منحنا الصفات فسنقول : عليكم أن تتذكروا أن الإله من طبيعة مغايرة غير بشرية غير مادية ليس كمثله شئ , أليس كذلك .

- لماذا لا نتعاطى مع منطق أن الله خلق الكون والحياة كفنان ينتج أعمالا تروق له ولا ينتظر أن تمجده وتعظمه وتصفق لفنه شأنه شأن رسام يمارس فنه بمتعة ولإثبات وجوده ولعشقه للفن والإبداع دون أن ينتظر من أعماله الفنية أن تصفق له .. أى أن الله خلق ورسم وهو فى غير حاجة أن يسجد له ويعبده أحد ولا يعنيه أن يهتم ويرصد ويدون أعماله ليضعه فى جنه أو جحيم .. اليس هذا سينسجم أكثر مع كماله وعظمته وغناه وعدم حاجته ونزاهته . هذه الفكرة كانت فى حداثتى ولا أقتنع بها الآن ولكن نص البلاء ولا البلاء كله .
سيقفز من يقول .. هل تريد أن لا يقتص من الظالم .. وهل لا يثاب المظلومين والأبرار .. حقا أسئلة وجيهة , فمن هذه الأسئلة والغايات والفكرة المخدرة خلقنا فكرة الإله لنتواجد فى وجود آخر ليقتص من الطغاة ويثاب الأبرار , فهذا لتخديرنا وتجرع ألمنا وإيجاد معنى لوجود غير معتنى بنا ولتذهب الافكار النزيهة للجحيم .

* أيهما منطقى ولكن إحذر الخروج من الإيمان .
- إعلم إنك تتحدى الله عندما تحاول أن تقاوم المرض والتخلص منه فأنت تدخل فى تحدى ضد إرادة الإله فحاول أن تتوب وتستغفر!.. هو أراد المرض لك فهو لا يهرج ولا يحاورك ولا يبتليك به من أجل أن يلاعبك لعبة القط والفار , فمحاولاتك الدؤوبة للنجاة من المرض هى إفساد قدره ومشيئته .. حاول أن تتوب أو ستذهب للجحيم .

- طالما يريدونها نظام وتصميم فلنتأمل مشاهد الوجود وفق هذه النظرية ولنلغى فكرة العشوائية واللامعنى .. تسير بجوار جبل عال فيسقط حجر على رأسك فلا يكون هذا المشهد عشوائياً فوضوياً بل هناك إله يجلس فى غرفة عمليات يحسب المسافة بين رأسك وبين الحجر ومعدل سيرك إلى أن تقترب من مرمى إطلاق الحجر فيضغط على زر التحلل أى إنفصال الحجر عن الجبل ثم يضغط على زر الجاذبية حاسباً المسافة وسرعة سقوط الحجر وزمن السقوط ليتوجه الحجر على رأسك مباشرة .. فأيهما نتقبله عقلاً ومنطقاً أن الحجر سقط بشكل عشوائى بلا معنى فالطبيعة هى الفاعلة بلا خطة ولا إرادة ولا هدف . أم هناك من يجلس فى غرفة العمليات لقذف الحجر فوق دماغك .

- أيهما أكثر منطقية أن تتصور إصابة إنسان بفيروس نتيجة لتواجده فى وسط ملوث أم بوجود إله وجه أوامر للفيروسات للتوجه إلى ذاك الجسد وإقتحامه بعد ترتيبات قام بها الإله بأن يجعل الفيروسات فى كوب أو طعام أو دم ليتوجه الإنسان البائس للتعاطي معها فتنطلق الأوامر لجيوش الفيروسات الإلهية بالإقتحام , أم ان العملية عشوائية محكومة بحظك من بيئة ملوثة وجهلك بالوقاية .

- أيهما أكثر منطقية أن تدرك أن رزقك محكوم بصراعك فى الحياة ومع قوى تناهضك فى الحصول على الرزق وما توفر لك من قوة وقدرة على تحقيق مصالحك , أم هناك إله قام بتقسيم الأرزاق على طاولته منذ قديم الأزل فلا خروج عن حدود ما قدره .

- أيهما أكثر منطقية أن تدرك أن قشرة الموزة التى إنزلقت عليها مما أدت إلى كسر عظامك هى نتيجة إستهتار وإهمال أحدهم بإلقاءها بدون إعتناء , أو تتصور أن هناك من أوحى لهذا الشخص ان يلقيها لتأتى حضرتك وتنزلق عليها .

- أيهما أكثر منطقية أن تدرك أن محصلة جهدك وسعيك ونضالك نتاج قدراتك والقوة المعاكسة التى تحولك دون تحقيق آمالك لتكون محصلتهما هو ما يخلق لحظتك المستقبلية لتعتنى بهذا أم تعلق آمالك فى إله يستجيب لدعائك وأنت جالس على مؤخرتك .

- هل علينا تقبل أن هناك من يعبث فى جيناتنا لينتج كائن مشوه وفقا ً لحالة مزاجية خاصة تعتريه أو حكمة كما يسوقون .. أم أن الامور لا تعدو خلل كيميائى فى الجينات نتيجة عوامل طبيعية مؤثرة وحاكمة لا تعقل ولا تدبر ولا تعى .. بقدر ما هذه الرؤية حقيقية وعقلانية و تسعف فكرة الإله إلا أنها ستقوض وتنسف الفكرة أيضا ً .

- الأنا الغبية تقبل حل الإله الذى يخطط لسقوط الحجر وتوجيه الفيروس ورمى قشرة الموز فهى لا تطيق أن تكون تحت رحمة طبيعة مادية صامتة لا تعقل , لا تطيق أن تكون بلا إعتناء وبلا مصور فيديو يصور أحداثنا السعيدة والمؤلمة.

- أيهما أكثر نزاهة ومصداقية وإنسانية , إنسان يعمل الخير دون أن ينتظر شيئا أم إنسان يعمل الخير لينظر بعدها كم أضيف لرصيده فى البنك السمائى مبتعداً عن الشر كونه خائف من السوط .

- هل تكون مؤمنا حقا لو لفظت إعدام القاتل بسيف وإستبدلته بطلقة رصاص أو غرفة غاز .. وهل يستقيم إيمانك لو لفظت وإستنكرت قطع يد السارق ورجم الزانى والزانية حتى الموت واستبدلتهما بعقوبة الحبس ..هل تكون مؤمنا لو إستنكرت حث الله على القتل والذبح فى القرآن والكتاب المقدس وإعتبرته عملاً همجياً .
فكر فى هذا ستجد أنك تجاوزت الله بحضارتك وإنسانيتك أو بمعنى أدق تجاوت فكرة إنسان قديم .. ولكن إحذر , فإستنكارك يعنى خروجك من الإيمان ..من المؤكد أن الكثير فى داخلهم يلفظون هذا السلوك ولكنهم غير قادرين على الإدانة والتنديد , ومن هنا نعلم لماذا نتخلف طالما نحمل رؤية إزدواجية ومنهج منافق خائف .

- الله يبتلينا بالمصائب والبلايا لنقول تهذباً وخنوعاً إنه يختبر إيماننا كم إختبر إيمان أيوب , ولكن هل يختبر الله إيمان الأطفال البائسين والمشوهين والمتخلفين ذهنيا ستقول : لا فهو هنا يختبر إيمان ذويهم على تحمل المصائب والبلايا والألم .. إذن لقد فهمت الآن فالأطفال فئران تجارب وسلملى على الرحمة والحكمة والعدل .. أليس من العقل والمنطق والعلم أن ندرك ان تشوه الأطفال هو نتاج فعل طبيعة ومادة هكذا كان حظنا معها بدلا من وجود فاعل شخصانى مخطط ومدبر .

- أصحاب الفكر الدينى ينفرون ويستنكرون ويسخرون من إنحدار الإنسان من القردة العليا .. لن تكون هذه قضيتنا أن يكون منحدرا ً أم لا فقد إمتلك الإنسان ملكات التفكير والإبداع والبحث والنقد .. ولكن المهم ألا يرتد الإنسان إلى القردة من خلال منهجية إمتهان العقل وقولبته وتجميده , فعندما تنقرض ملكة التفكير والنقد والبحث سنرتد لقرود بأجساد بشرية .

دمتم بخير.. وعذراً على الإطالة وإلى الجزء الثالث من "لماذا هى فكرة ومنظومة ضارة ".
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" – أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها فكرة ومنظومة ضارة-تأملات إلحادية
- شيزوفرانيا على زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة
- وهم الخلق والخالق (2)- تأملات إلحادية
- وهم الخلق والخالق(1)- تأملات إلحادية
- تأملات إلحادية(3)-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- إيمانكم غلط ووهم – مشاغبات فى الإيمان
- بماذا تفسر-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- تأملات إلحادية (2) - إشكاليات منطقية
- تأملات إلحادية-نحو فهم الوجود والحياة والإنسان
- الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(2)
- ستة مشاهد من التخلف -لماذ نحن متخلفون
- الرد على مروجى الاعجاز البلاغى فى القرآن(1)
- هل ؟!- خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- تنبيط (3)-سخرية عقل على جدران الخرافة والوهم
- حاضنة الإرهاب والتطرف المسكوت عنها
- مائة خرافة مقدسة (من51إلى69)-الأديان بشرية
- الثقافة الدينية السبب الرئيسى والجوهرى لإنتهاك المرأة
- قالت يا ولدي لا تحزن فالضلال عليك هو المكتوب
- مائة خرافة مقدسة(من41إلى50)-الأديان بشرية
- مائة خرافة مقدسة(من21إلى 40)-الأديان بشرية


المزيد.....




- المجلس اليهودي الأسترالي يتضامن مع مظاهرات طلاب الجامعات الد ...
- طالبة أمريكية يهودية ترفع دعوى قضائية ضد جامعتها المتهاونة م ...
- -نيتسح يهودا- - هل تعاقب واشنطن وحدة عسكرية إسرائيلية لأول م ...
- السلطات الفرنسية تحذر من خطر إرهابي كبير خلال فترة الأعياد ا ...
- فرنسا تشدد الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب المستوى العالي ...
- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - تأملات لادينية-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم